علم النفس المدرسي
قلم
الأستاذة: فاطمة الزيات
عزيزي
الدارس إن المعلم يمثل الركن الأول والأساسي من أركان العمل التربوي والتعليمي،
فالعملية التعليمية عملية متعددة العناصر والأركان، ويتوقف نجاحها على تكامل العناصر
وعملها ضمن منظومة واحدة، فإذا ما انتاب القصور أحد أركان العملية التعليمية
(المعلم – المتعلم – المنهج )، واجه المجتمع المدرسي مشكلات وصعوبات كثيرة،
والمتعلم هو الركن الثاني ولب العملية التعليمية ، وإن ما يواجهه من مشكلات دراسية
وأنماط سلوكية يعتبر عائقاً من معّوقات نجاح العملية التربوية، ومن أهم المشكلات
الدراسية التي تواجه التلاميذ مشكلة التأخر الدراسي التي تؤثر بالسلب على المعلم
والمتعلم وعلى المجتمع أو العجز عن التعلم أو الإدمان للانسياق مع أصدقاء السوء أو
لخلافات أسرية أو....... ، الاغتراب النفسي وآثاره النفسية والاجتماعية السلبية
على التحصيل الدراسي لدى المُتعلمين .
علم النفس المدرسي: يقصد بعلم النفس المدرسي school psychology ذلك الفرع من
فروع علم النفس التربوي الذي يقدم لإعداد الأخصائي النفسي الذي يعمل داخل منظومة
المدرسة ككل. وقد تنبه علماء النفس المدرسيون في السنوات الأخيرة إلى الاختلافات
الجوهرية بين هذا التخصص- باعتباره فرع من فروع علم النفس التربوي- وغيره من فروع
علم النفس الإكلينيكي والإرشادي العامة التي كان علم النفس المدرسي يُحاكيها في
المرحلة المبكرة من نشأته. فالواقع أن علم النفس المدرسي ليس مجرد علم نفس
إكلينيكي يُطبق أو يعمل في المدرسة، فالأخصائي النفسي المدرسي لا يعمل في المدرسة
فقط ولكنه يعمل من خلالها- على حد قول أنستازى(
Anastasi, 1979 ) ، فهو يقدم الخدمة النفسية على النطاق
المدرسي الكلى، ويستفيد من البيئة المدرسة كوسيط علاجي، ولهذا السبب فإنه في حاجة
إلى فهم طبيعة العملية التربوية ومعرفة بفلسفة التعليم وأهدافه ونظامه وطرق إدارة
المدرسة بالإضافة إلى بعض المعرفة باستراتيجيات التدريس التي تستخدم داخل الفصول،
والموارد المتاحة داخل المدرسة والأدوار المختلفة للمهتمين الآخرين بها مثال : دور
المعلم والأخصائي الاجتماعي والطبيب ومدير المدرسة، إلخ) حتى لا تتصارع هذه
الأدوار وتؤدى إلى خلل فى المنظومة التربوية. وقد حظي علم النفس المدرسي- باعتباره
أحد فروع علم النفس التربوي- باهتمام بالغ في السنوات الأخيرة وتتوافر مصادر رئيسة
حول تحديد المهام العامة للأخصائي النفسي المدرسي والتي سيتم عرضها كالتالي :
1-المهام التشخيصية: وتحتل هذه المهام حيزاً كبيراً من نشاط الأخصائي النفسي
المدرسي ويشمل ذلك تطبيق الاختبارات النفسية،وإجراء المُقابلات مع المتعلمين
والمعلمين والوالدين وغيرهم من الذين لهم صلة بالمتعلم، وإجراء المُلاحظات على
المُتعلمين في مختلف المواقف المدرسية، ودراسة وتحليل السجل التراكمي لتحصيل
الطالب. 2-تقديم المشورة للمعلمين وغيرهم من المهتمين بالعملية التعليمية داخل
المدرسة، وهذه المشورة قد تتخذ صوراً متعددة الفردية كخدمات التدخل العلاجي ومنها
التدخل التربوي ( مثل التعلم التعويضي كتعليم لغة الإشارة للصم ، ولغة برايل
للمكفوفين أو التعلم العلاجي كبرامج التعليم القائمة على التكرار لبطيئي التعلم ،
وبرامج فنيات التنبيه العقلي لمُضطربي الانتباه مفرطي النشاط ؛وبرامج قائمة على
الذكاءات المُتعددة لخفض الانطوائية ورفع الذكاء الاجتماعي لدى المنطوين وهكذا)
وهى الخدمات التي تقدم نتاج التحليل التشخيصي لمُشكلات التلميذ التعليمية. 3-دراسة
المشكلات النفسية التي يتعرض لها التلاميذ الذين تتم إحالتهم إليه من المعلم أو
الأخصائي الاجتماعي أو مدير المدرسة أو أحد الوالدين ، إلخ. وتتنوع المشكلات التي
تعوق المسار الطبيعي لعمل المدرسة ولعل أهمها المشكلات السلوكية التي تعوق المسار
الطبيعي للعمل المدرسي المعتاد ( كالعدوان). كما قد تشمل هذه المشكلات صعوبات
التعلم سواء أكانت خاصة أم عامة. وقد يحول الطالب للأخصائي النفسي المدرسي بسبب
إعاقة مُعينة يعانى منها تتطلب معاملة تربوية خاصة. كما قد يُحّال إليه الطالب
المتفوق الذي يحتاج لخدمة تربوية خاصة في صورة برنامج إثرائي يُلاءمه. وبالطبع فان
الأخصائي النفسي المدرسي لا يتجاوز حدود تخصصه وإعداده المهني فإذا كانت الحالة
تحتاج إلى خدمة نفسية متخصصة ( كالعلاج النفسي) فانه يتولى إحالتها إلى المتخصص في
الميدان( فؤاد أبو حطب وآمال صادق، 2000، ص34-35.(
